03:18:20PM

  

هل الصوم في شهر رجب له فضل معين؟

مرسلة بواسطة العلم نور يوم الخميس 0 التعليقات

  لم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولكنه كذلك لم يصح عنه أيضاً المنع، ليبقى الأمر مباحاً حسب القاعدة: “الأصل في الأشياء الإباحة”. وليسارع المؤمن ويبادر للخير وللصوم ولاسيما أن كثيرا من الأخيار الأطهار من التابعين والسلف الصالح من هذه الأمة جعلوا من رجب وشعبان محطات للإستعداد لرمضان المبارك، فكان رجب بوابة لهم لرمضان فيه يستعدون بالصيام والقيام وقراءة القرآن.


ورد في صيام الأشهر الحرم حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “صم من الحرم واترك” قالها ثلاثاً. وهذا الخبر ضعيف ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.

وما جاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب. ضعيف كذلك. ولكن الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له قوم يصومون رجباً فقال لهم أين هم من شعبان؟

وما ورد عن عمر رضي الله عنه أنه كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام وأبا بكر أنه رأى أهله يتهيؤون لصيام رجب فقال لهم: أجعلتم رجباً كرمضان. لأن نهيهم كان متجهاً لمن يصوم شهر رجب كله، لذا قال: أجعلتم رجباً كرمضان؟

وهذا ما جاء موضحاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكره أن يصام رجب كله، وكان ابن عمر يرى أن يفطر منه أياماً وكان هذا دأب مجموعة من الصحابة والتابعين.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: “أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان”. وهذا الحكم ينصب على سائر الشهور سوى رمضان، لأن صومه بأكمله فريضة فيجب التمييز بين الفريضة والنافلة.

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: “وتزول كراهة إفراد رجب بالصوم ـ يعني بأكمله ـ بأن يصوم معه شهراً آخر تطوعاً، عن بعض أصحابنا مثل أن يصوم الأشهر الحرم أو يصوم رجب وشعبان.

وقد كان بعض السلف الصالح يصوم الأشهر الحرم كلها، منهم ابن عمر والحسن البصري وأبو إسحاق السبعي وقال الثوري: “الأشهر الحرم أحب إلي أن أصوم فيها”.

وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهراً قط إلا رمضان”. ومما يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يديم الصوم في كل شهر ولا يفطر إلا أياماً معدودات.

فدعوى بعض إخواننا أن صيام رجب بدعة منكرة وأنه لا أجر ولا ثواب فيه خال من المنطق وصواب السنة الكريمة، ولعل غرضهم أن يدفعوا بعض البدع فعمموا النهي وجاروا في الحكم. لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين والخميس من كل شهر فهي ثمانية أيام، وكذلك الأيام البيض فهي ثلاثة أيام، والمجموع إحدى عشر يوماً ثابتة سواء في رجب أو غيره من شهور السنة، أضف إليها ما كان يزيده عليه الصلاة والسلام على هذه الثوابت الثابتة بالأدلة الصحيحة.

ـ اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان. يستأنس بهذا الخبر في فضائل الأعمال لضعفه فقد خرجه الإمام أحمد وضعفه الشيخ الألباني وقال بن رجب: روي عن أبي إسماعيل الأنصاري أنه قال: لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث. وفي قوله نظر فإن هذا الإسناد فيه ضعف.

وافعلوا الخيرَ لعلكم تفلحون. قاعدة عامة تطلب من المؤمن أن يبادر للعمل الصالح وفعل الخيرات ما دام ليس هناك نهي صريح أو تقييد بوقت معين، فيجب أن نلتزم به وألا نزيد عليه.

قال ابن رجب: شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة، قال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر السقي للزرع، وشهر رمضان حصاد الزرع.

وهو شهر دعوة وجهاد كما أن منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة وتربية وجهاد خطوات لا تنفك إحداهن عن الأخرى، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يخطو خطوة إلا وهو يستحضر هاته العزائم الثلاث، ففي رجب كانت غزوة والتي سماها القرآن ذي العسرة، وكانت آخر غزواته صلى الله عليه وسلم.

وفي رجب كانت هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة. وتوفي النجاشي في رجب وصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة صلاة الغائب.

وكانت فيه معجزة الإسراء والمعراج في أصح الأقوال. وفتحت فيه دمشق على يد القائدين أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما.

وكانت فيه كذلك معركة الزلاقة في الأندلس والتي انتصر فيها المسلمون بقيادة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين.

وانتصر في رجب المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين وتم فتح بيت المقدس وصليت أول جمعة في القدس عقب التحرير في رجب نسأل الله تعالى أن يحرره من اليهود الغاصبين وينصر المجاهدين آمين


ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق