03:18:20PM

  

قصة الطاعون

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الاثنين 0 التعليقات


أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ خرج إلى الشامِ  حتى إذا كان بسرغٍ لقِيه أهلُ الأجنادِ أبو عبيدةُ بنُ الجراحِ وأصحابُه فأخبَروه أنَّ الوباءَ قد وقع بالشامِ .  قال ابنُ عباسٍ : فقال عمرُ : ادعُ لي المهاجرينَ الأولينَ فدعوتُهم ، فاستشارهم وأخبرهم أنَّ الوباءَ قد وقع بالشامِ . فاختلفوا .  فقال بعضُهم : قد خرجتَ لأمرٍ ولا نرى أن ترجعَ عنه .  وقال بعضُهم : معك بقيَّةُ الناسِ وأصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ولا نرى أن تُقدِمَهم على هذا الوباءِ .  فقال : ارتفِعوا عنِّي . ثم قال : ادعُ لي الأنصارَ فدعوتُهم له . فاستشارهم . فسلَكوا سبيلَ المُهاجرين . واختلفوا كاختلافِهم .  فقال : ارتفِعوا عنِّي . ثم قال : ادعُ لي من كان ههنا من مَشيخةِ قريشٍ من مُهاجرةِ الفتحِ . فدعوتُهم فلم يختلفْ عليه رجُلانِ .  فقالوا : نرى أن ترجعَ بالناسِ ولا تُقدِمهم على هذا الوباءِ .  فنادى عمرُ في الناسِ : إني مُصبِحٌ على ظهرٍ فأصبِحوا عليه .  فقال أبو عبيدةَ ابنُ الجراحِ : أفرارًا من قدَرِ اللهِ ؟  فقال عمرُ : لو غيرُك قالَها يا أبا عبيدةَ ! ( وكان عمرُ يكره خلافَه ) نعم . نفِرُّ من قدَرِ اللهِ إلى قدَرِ اللهِ . أرأيتَ لو كانت لك إبلٌ فهبطتُ واديًا له عَدوتانِ إحداهما خَصبةٌ والأخرى جدبةٌ أليس إن رعيتَ الخَصبةَ رعيتَها بقدَرِ اللهِ ، وإن رعيتَ الجدبةَ رعيتَها بقدرِ اللهِ ؟  قال فجاء عبدُالرحمنِ بنُ عوف ٍ، وكان مُتغيِّبًا في بعضِ حاجتِه .  فقال : إنَّ عندي من هذا علمًا . سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " إذا سمعتُم به بأرضٍ ، فلا تَقدُموا عليه  وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها ، فلا تَخرجوا فرارًا منه " . وزاد في حديث معمر : قال وقال له أيضًا : أرأيتَ أنه لو رعى الجدبةَ وترك الخَصبةَ أكنتَ مُعجزَه ؟  قال : نعم قال فسُرَّ إذًا .  قال فسار حتى أتى المدينةَ .  فقال : هذا المَحلُّ أو قال : هذا المَنزلُ إن شاء اللهُ .

.
.


ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق