03:18:20PM

  

قصة تائبة عائدة الى الله

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم السبت 0 التعليقات

تقولُ الفتاة :
كُنتُ أُتابِعُ الأفلامَ والمُسلسلات ، وأستلِذُّ بسَماعِ الأُغنيات . أُحادِثُ الرِّجالَ ، ولا أُبالي بالخَلْوَةِ والاختلاط ، أحتفِظُ بالصُّورِ ، وأُعلِّقُها على الجُدران . أخرُجُ سافِرةً ، وأدخُلُ على الشَّاتِ ، لأخرُجَ بلا فائِدةٍ ولا معلومات .
لَكِنِّي سئِمتُ هذه الحَياةَ ، وضاقت نَفْسِي بهذه الأفعال . حياتي تافِهة ، وأوقاتِي فارِغة ، سيِّئاتِي تتكاثَر ، وحسناتِي تتطايَر ، ولا أزدادُ مِنَ اللهِ إلَّا بُعـدًا ، النَّاسُ حولي في تَقَدُّمٍ وتَطَوُّرٍ ، وأنا في ضلالٍ وتأخُّر .
أُناسٌ يَحفظُونَ القُرآنَ ، ويَرتادُونَ المَساجِد ، قُلُوبُهم بالإيمانِ عامِرة ، وحياتُهم بالعَطاءِ زاخِرة .
رأيتُ الدُّنيا لا تُساوي عِند اللهِ جَناحَ بَعُوضةٍ ، ورأيتُ نَفْسِي قريبةً مِنَ النَّارِ ؛ باتِّباعِي للشَّهَواتِ ، وبتضييعي للعُمُرِ والأوقاتِ . مالي أسمعُ مَشايخَ وعُلَماء ، كَلِماتُهم حانِيَة ، يَدعُونني للتوبةِ ، لكنِّني لا أستجيبُ ولا أتأثَّرُ ، وحالي لا يتغَيَّرُ ، يتحوَّلُ مِن سَيِّءٍ إلى أسوأ .
وفجأةً قرَّرتُ الرُّجوعَ ، حاسَبتُ نَفْسِي ، تأمَّلتُ ما مَضَى مِن عُمُري وأنا في مَعصيةٍ للهِ ، أرى العِبَرَ حولي ولا أعتبِر ، وأرى القُبُورَ تمتلِئُ بالمَوتَى ولا أنزجِر .
مَزَّقتُ الصُّورَ ، تخلَّصتُ مِن أشرطةِ الغِناءِ . اقتصرتُ في مُشاهَدتي للتِّلفازِ على البَرامِجِ النَّافعةِ الخاليةِ من المُخالَفاتِ الشَّرعِيَّةِ . اجتنبتُ الخَلْوَةَ والاختلاطَ ومُسَبِّباتِهما . هَجرتُ الشَّاتَ . لَبِستُ الحِجابَ الشَّرعِيَّ ، بدأتُ في حِفظِ القُرآنِ الكريم . حافَظتُ على الصَّلاةِ . لازَمتُ الذِّكرَ والدُّعاءَ .
لا أقولُ : استقمتُ ، لكنِّي سِرتُ في طريقِ الاستقامةِ ، وبدأتُ بخُطوةٍ ، ستعقُبُها – إن شاءَ اللهُ – خُطواتٌ . ما أجملَ التَّوبة ! وما أحلَى الرّجوعَ إلى الله !
تغيَّرَت أفكاري ، وتبدَّلَت حياتي ، مِن حُزنٍ إلى فَرَحٍ ، ومِن ضِيقٍ وهَمٍّ إلى سَعةٍ وفَرَجٍ ، ومِن جَهلٍ إلى عِلْمٍ ، ومِن مَعصيةٍ إلى طاعة ، ومِن تَكَبُّرٍ إلى توبةٍ وإنابةٍ .
لقـد عِشتُ سنواتٍ طويلةً في وَهْمٍ ، وقـد ملأني الهَمُّ والغَمُّ ، فالحَمدُ للهِ الذي هداني لِصِراطِهِ المُستقيم ، ورَزَقَنِي الفَهْمَ السَّلِيمَ ، قبل أنْ ألقَاهُ ، فأندمَ على ما اقترفَتُ في حَقِّهِ – سُبحانه – وضّيَّعتُ ، والحَمدُ للهِ القائِل : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ الزمر/53 .

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق