03:18:20PM

  

توبة ماعز بن مالك

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الاثنين 0 التعليقات

توبة ماعز بن مالك


كان رجلا من الصحابة،وسوس له الشيطان يوما وأغراه بجارية 
لرجل من الأنصار،فخلا بها عن أعين الناس وكان الشيطان ثالثهما،
فلم يزل يزين كلا منهما لصاحبه حتى زنيا!
فلما فرغ ماعز من جرمه تخلى عنه الشيطان،فبكى وحاسب نفسه ولامها،
وخاف من عذاب الله،وضاقت عليه حياته،وأحاطت به خطيئته،حتى أحرق الذنب قلبه،
فجاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم،ووقف بين يديه وصاح من حر ما يجد وقال:
يا رسول الله..إن الأبعد قد زنى فطهرنى
فأعرض عنه النبى صلى الله عليه وسلم،فجاء من شقه الآخر فقال:
يا رسول الله..زنيت فطهرنى
فقال صلى الله عليه وسلم: ويحك ارجع..فاستغفر الله وتب إليه.
فرجع غير بعيد،فلم يطق صبرا فعاد إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقال:
يا رسول الله..طهرنى
فصاح به النبى صلى الله عليه وسلم وقال:ويلك..وما يدريك ما الزنا
ثم أُمر به فطُرد وأُخرج.
ثم أتاه الثانية فقال: يا رسول الله،زنيت فطهرنى
فقال صلى الله عليه وسلم: ويلك،وما يدريك ما الزنا
ثم أمر به فطُرد وأُخرج
ثم أتاه الثالثة والرابعة كذلك..فلما أكثر عليه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم:أبه جنون
قالوا:يا رسول الله.ما علمنا به بأسا
فقال:أشرب خمرا
فقام رجل فاستنكهه وشمه فلم يجد منه ريح خمر،
فقال صلى الله عليه وسلم: هل تدرى ما الزنا
قال:نعم..أتيت من امرأة حراما،مثل ما يأتى الرجل من زوجته حلالا.
فقال صلى الله عليه وسلم:فما تريد بهذا القول
قال:أريد أن تطهرنى
قال صلى الله عليه وسلم:نعم
فأمر به أن يُرجم..فرجم حتى مات..
فلما صلوا عليه ودفنوه مر النبى صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه،
فسمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى 
هذا الذى ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رُجم رجم الكلاب..
فسكت النبى صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة..حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته
الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه.
فقال صلى الله عليه وسلم:أين فلان وفلان
قالا:نحن ذانِ يا رسول الله
قال:انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار
قالا:يا نبى الله..غفر الله لك،من يأكل من هذا!
فقال صلى الله عليه وسلم:ما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة
..لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم،والذى نفسى بيده إنه الآن لفى أنهار الجنة ينغمس فيها..
فطوبى لماعز بن مالك..نعم وقع فى الزنا..وهتك الستر الذى بينه وبين ربه
..فلما فرغ من معصيته ذهبت اللذات..وبقيت الحسرات..لكنه تاب توبة لو قُسمت بين أمة لوسعتهم!

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق