03:18:20PM

  

لسان نطق بالحق و الحكمة

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الجمعة 0 التعليقات

 قول الحق عند من تخافه أو ترجوه ..
روى الدارمي أبو محمد في مسنده عن الضحاك بن موسى
قال  : مر سليمان بن عبدالملك بالمدينة وهو يريد مكة فأقام بها أياما. وسأل
هل  : بالمدينة رجل أدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا : أبو حازم، فأرسل إليه، فلما دخل عليه ..
قال له : يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟
قال أبو حازم : يا أمير المؤمنين! وأي جفاء رأيت مني؟
قال سليمان    : أتاني وجوه أهل المدينة ولم تأتني.
قال أبو حازم : يا أمير المؤمنين!  أعيذك بالله أن تقول ما لم يكن ما عرفتني قبل هذا اليوم، ولا أنا رأيتك.
والتفت سليمان إلى محمد بن شهاب الزهري
وقال: أصاب، الشيخ وأخطأت.
قال سليمان   : يا أحازم!  ما لنا نكره الموت؟
قال أبو حازم : لأنكم أخربتم الآخرة، وعمرتم دنياكم، فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب.
قال سليمان   : أصبت يا أبا حازم!  فكيف القدوم غدا على الله تعالى؟
قال أبو حازم : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه. فبكى سليمان
وقال : ما لنا عند الله؟
قال أبو حازم : اعرض عملك على كتاب الله.
قال سليمان   : وأي مكان أجده؟
قال أبو حازم : ( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ).
قال سليمان    : فأين رحمة الله يا أبا حازم؟                                          
قال أبو حازم  : رحمة الله قريب من المحسنين.
قال سليمان     : يا أبا حازم: فأي عباد الله أكرم؟
قال أبو حازم   : أولوا  المروءة والنهى.
قال سليمان     : فأي الأعمال أفضل؟
قال أبو حازم   : دعاء المحسن إليه للمحسن.
قال سليمان     : فأي الصدقة أفضل؟
قال أبو حازم   : للسائل البائس وجهه المقل، ليس فيها من ولا أذى.
قال سليمان      : فأي القول أعدل؟
قال أبو حازم   : قول الحق عند من تخافه أو ترجوه.
قال سليمان     : فأي المؤمنين أكيس؟
قال أبو حازم   : رجل عمل بطاعة الله ودل الناس عليها.
قال سليمان     : فأي المؤمنين أحمق؟
قال أبو حازم   : رجل انحط في هوى أخيه وهو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره.
قال سليمان     : فكيف لنا أن نصلح؟
قال أبو حازم  : تدعون الصلف، وتمسكون بالمروءة وتقسمون بالسوية.
قال سليمان    : فكيف نفعل في أموالنا؟
قال أبو حازم   : تأخذه من حله، وتضعه في أهله
قال سليمان    : هل لك يا أبا حازم أن تصحبنا، فتصيب منا ونصيب منك ؟
قال أبو حازم  : أعوذ بالله!!!
قال سليمان    : ولم ذاك؟!
قال أبو حازم  : أخشى أن أركن إليكم شيئا قليلا، فيذيقيني الله ضعف الحياة وضعف الممات....
قال سليمان    : يا أبا حازم! ارفع إليا جوائجك.
قال أبو حازم  : تنجيني من النار وتدخلني الجنة.
قال سليمان    : ليس ذلك إلي.
قال أبو حازم   : فما لي إليك حاجة غيرها.
قال سليمان     : فادع لي.
قال أبو حازم  : اللهم إن كان سليمان وليك، فيسره لخير الدنيا والآخرة وإن كان عدوك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى.
قال سليمان     : فقط؟!
قال أبو حازم  : قد أوجزت وأكثرت إن كنت من أهله، وإن لم تكن من أهله فما ينبغي أن أرمي عن قوس لا وتر لها.
قال سليمان     : أوصني!
قال أبو حازم   : سأوصيك وأوجز،عظم ربك، ونزهه أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك.

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق