03:18:20PM

  

قصة يزيد المهلبي وصاحبه

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الأربعاء 0 التعليقات

أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون بن إبراهيم بن عبد الله بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي الوزير؛ كان وزير معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه الديلمي-المقدم ذكره في حرف الهمزة- تولى وزارته يوم الاثنين لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثلثمائة. 
وكان من ارتفاع القدر واتساع الصدر وعلو الهمة وفيض الكف على ما هو مشهور به، وكان غاية في الأدب والمحبة لأهله، وكان قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة والضائقة، وكان قد سافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال ارتجالاً:

ألا مـــوت يباع فأشتريـــه *** فهذا العــيش ما لا خير فيـه
ألا مــوت لذيذ الطعم يأتي *** يخلصني من العيش الكريـه
إذا أبصرت قبراً مــن بعيد *** وددت أننــــــــي مما يـــليـه
ألا رحم المهيمن نفس حـر *** تصدق بالـــوفاة على أخيــه
وكان معه رفيق يقال له: ابو عبد الله الصوفي، وقيل أبوالحسين العسقلاني، فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحماً وطبخه وأطعمه، وتفارقا.
وتنقلت بالمهلبي الأحوال، وتولى الوزارة ببغداد لمعز الدولة المذكور، وضاقت الحال برفيقه في السفر الذي اشترى له اللحم، وبلغه وزارة المهلبي فقصده وكتب إليه:

ألا قل للــوزير فــدته نفسـي *** مقال مذكــــر ما قــد نسيه
أتذكـر إذ تقــول لضنك عيش *** ألا مـــوت يباع فأشتريه؟ 
فلما وقف عليه تذكره وهزته أريحية الكرم، فأمر له في الحال بسبعمائة درهم ووقع في رقعته قوله تعالى:
﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم﴾.
ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملاً يرتفق به.

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق