02:58:54PM

  

طرائف و ظرائف البخلاء

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الجمعة 0 التعليقات


إن في كتب الأدب الطريف واللطائف والظرائف من الكنوز الإنسانية التراث العظيم، ومن ذلك الجوانب الاقتصادية، وفيما يلي نعرض طرفاً من هذا المخزون.

وزنة البخيل:
اشترى رجل ثلاثة أرطال لحماً، وقال لامرأته: اطبخيه وخرج إلى مشغله، فطبخته المرأة وأكلته فلما جاء زوجها، قال: هاتي ما طبخت. قالت له: أكله السنور (القط)، فأخذ الرجل السنور ووزنه، فإذا فيه ثلاثة أرطال، فقال لها: هذا وزن السنور، فأين اللحم؟! أو هذا وزن اللحم، فأين السنور؟!.
 
لسان البخيل:
قال أحد الشعراء معبراً عن ذلك:

مــن كان يملك درهمين تعلمت
شفتاه أنــــــــــواع الكــلام فقالا
وتقــــدم الإخـــوان فاستمعوا له
ورأيته بين الــــــــورى مختالاً
لــــولا دراهمــه التي في كيسه
لـــرأيته أســــــــوا البرية حالا
إن الــغني إذا تكـــــلم بالخـــطأ
قالوا صدقت وما نطقت محالا
وإذا الفــــقير أصاب قالوا كلهم
أخطأت يــــا هذا وقلت ضلالا
إن الــــدراهم في المواطن كلها
تكسو الـــــرجال مهابة وجلالا
فـــهي اللسان لمن أراد فصاحة
وهــي السنان لمـــــن أراد قتالا

تكلفة الفرصة البديلة:
قيل لرجل اشتهر بالبخل:
لماذا لا تدعو الناس إلى مائدتك وأنت معروف بالتأنق واختيار ما يعجب من الطعام؟!
قال: يمنعني من ذلك أني لم آكل مع أحد إلا رأيت منه ما يعيبه.
يلتهم كبد الدجاجة، ويستأثر بكلية الخروف، ويزدرد قانصة الأوز ويستولي على صدور الفراخ.
ولذا، فالوحدة عندي خير من أكيل السوء!!

غداء البخيل:
قال أبو نواس في بخيل:
أبو نــوح دخلت عليه يوماً
فغداني بـــــرائحة الطـــعام
وقــــــــدَّم بيننا لحماً سميناً
أكلناه عــــــلى طبق الكلام
فلما أن رفـعت يدي سقاني
كؤوساً خمرها ريح المدام
فكان كمن سقى الظمآن آلاً
وكنت كمن تغدى في المنام
  
البخيل و الدرهم:
كان بعض البخلاء إذا وقع الدرهم في كفه قال مخاطباً له: أنت عقلي وديني وصلاتي وصيامي، وجامع شملي وقرة عيني وقوتي وعمادي وعدتي، ثم يقول: يا حبيب قلبي وفؤادي قد صرت إلى من يصونك ويعرف حقك ويعظم قدرك ويشفق عليك، وكيف لا يكون كذلك وبك تجلب المسار، وتدفع المضار وتعظم الأقدار ويعتمر الديار، وتفتض الأبكار؟ ترفع الذكر وتعلى القدر ثم يطرحه في الكيس وينشد:
بنفسي محجوب عن العين شخصه
وليس بخـــــال مـن لساني ولا قلبي
ومــــن ذكره حظي مـن الناس كلهم
وأول حـــظي منه في البعد والقرب


كرم البخيل:
قال الجاحظ: قال أبو حسان كان عندنا رجل مقل وكان له أخ مكثر، وكان مفرط البخل شديد الافتخار بما ليس عنده، فقال له يوماً أخوه: ويحك!! أنا فقير معيل وأنت غني خفيف الظهر لا تعينني على الزمان ولا تؤاسيني ببعض مالك ولا تنفرج لي عن شيء؟ والله ما رأيت قط ولا سمعت بأبخل منك!!.
قال: ويحك! ليس الأمر كما تظن في الغنى، ولا المال كما تحسب في الإنفاق، ولا أنا كما تقول في البخل ولا في العسر، والله لو ملكت ألف ألف درهم لوهبت لك خمس مائة ألف درهم.
يا هؤلاء، رجل يهب بضربة واحدة خمس مائة ألف يقال له بخيل!!



رؤيا البخيل:
دخل أبو صاعد على الأمير الغنوي فأنشده:
رأيت فـــي النوم أني مالك فــــرساً
ولــــــــي وصيف وفـي كفي دنانير
فـــقال قـــــــوم لهم عــــلم ومـعرفة:
رأيت خــــــيراً وللأحــــلام تـفسير
اقصص منامك في بيت الأمير تجد
تحــــــقيق ذاك وللــــــفأل التباشـير

فلما سمع الأمير إنشاده قال: ﴿ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ ﴾ [يوسف: 44].



حيلة البخيل:
ضل لأعرابي جمل، فحلف بالله أنه إن وجده باعه بدرهم! فوجده، فلزمه بيعه، فشد في عنق الجمل سنور (قط) وقال: السنور بمائة درهم والجمل بدرهم، ولا أبيعهما إلا معاً!!.



مجاعة:
قال وهب بن شاذان:
مات في عرس سليمان
مـــن الجـــــوع جماعة
مـــــات أقــــوام وقــوم
عـــــلموا فيه القناعــــة
لـــــــم يكن ذلك عرساً
إنما كــــــــــان مجاعة

برأس المال:
سرق رجل قميصاً فبعثه مع ابنه يبيعه، فسرق منه في الطريق، فلما رجع قال أبوه: بعت القميص،
قال: نعم.
قال بكم؟
قال: برأس المال.

إن كل قارئ لهذه القطوف يستطيع أن يتلمس العديد من الدلالات الاقتصادية من هذه المداعبات الطريفة، بل إن هناك أبعاداً اقتصادية نفيسة يمكن تبينها من بعض هذه الطرائف

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق