03:18:20PM

  

كن صادقا تنجو

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الخميس 0 التعليقات


 خرج غلام في قافلة من مكة المكرمة إلى بغداد في طلب العلم ،
وكان عمره لا يزيد على اثنتي عشرة سنة ، وقبل أن يغادر مكة المكرمة
قال لأمه : يا أماه أوصيني ؟
 قالت له أمه : يا بني عاهدني على ألا تكذب ،
فعاهدها على ذلك ، ثم أعطته أربعمائة درهم ينفق منها في غربته .

 فركب وانضم إلى القافلة المتوجهة إلى بغداد ،
وفي بعض الطريق خرج عليهم قطاع الطريق ،
فاستوقفوهم وأخذوا يسلبونهم واحداً واحداً ،
فلما وصلوا إلى الغلام سألوه عما يحمل وماذا يخبئ  ،
قال لهم : معي أربعمائة درهم ؟ فسخروا منه
وقالوا له : انصرف أتهزأ بنا ؟ أمثالك يكون معه أربعمائة درهم ؟ فتركوه .

 وبينما هو في الطريق إذ خرج عليه رئيس العصابة نفسه فاستوقفه
وقال له : كم معك يا غلام ؟
فقال الغلام : معي أربعمائة درهم وضعتها أمي في معطفي
 وأخاطت عليها بخيط متين كي لا تسقط مني أثناء الطريق ،
 فسلبه إياها ،
ثم سأل الغلام : لماذا صدقتي عندما سألتك ولم تكذب علي كما فعل الآخرين ،
وأنت تعلم أن المال إلى ضياع ؟

فقال له الغلام : صدقتك لأنني عاهدت أمي على ألا أكذب ، وأنا أرعى عهد أمي فلم أكذب .

فتأثر قاطع الطريق بما سمع وخشع قلبه لله رب العالمين
 وقال للغلام : عجبت لك يا غلام تخاف أن تخون عهد أمك ،
وأنا لا أرعى عهد الله جل جلاله ؟

يا غلام خذ مالك وانصرف آمناً ،
وأنا أعاهد الله أنني قد تبت إليه على يديك توبة لا أعصيه بعدها أبدا

وفي المساء جاء التابعون له من السارقين ليسلموه ما تجمع لديهم من النهب والسرقة ،
فوجدوه يبكي بكاء الندم ، ثم قال لهم : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها .

فقالوا له : يا سيدنا إذا كنت قد تبت وأنت زعيمنا فنحن أولى بالتوبة منك إلى الله ،
وتابوا جميعاً ببركة صدق الغلام وأمه الصالحة .

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق