03:18:20PM

  

أخوات بشر الحافي

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الثلاثاء 0 التعليقات

أخوات بشر الحافي
هن ثلاث : مضغة ومخة وزبدة، بنات الحارث وأكبرهن مضغة.
ولدن وعشن في بغداد في القرن الثاني الهجري، تربين في مدرسة النبوة فكن المثال

و كانت زبدة تكنى أم علي، و كانت مضغة أخت بشر أكبر منه، وماتت قبله، وقيل: لما ماتت مضغة توجع عليها بشر توجعا شديدا، و بكى بكاء كثيرا، فقيل له في ذلك، فقال: "قرأت في بعض الكتب، إن العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه، وهذه كانت أنيستي من الدنيا" .
و قد حفظ لنا التاريخ سيرة بشر الحافي الذي كان من أشهر العارفين بالله في ذلك القرن الفضيل، كما حفظ لنا ذكره فضل أخته عليه إذ قال: "تعلمت الورع من أختي، فإنها كانت تجتهد أن لا تأكل ما للمخلوق فيه صنع" .ورع تعلمنه من مدرسة النبوة فشهد لهن به كبار العلماء الأفذاذ كالإمام أحمد بن حنبل، فعن عبد الله بن حنبل قال: "كنت مع أبي يوما من الأيام في المنزل، فدق داق الباب، فقال لي: أخرج فانظر من بالباب، فخرجت فإذا هي امراة، فقالت لي: إستاذن لي على ابي عبد الله، قال فاستأذنته، قال: أدخلها، قال: فدخلت فسلمت عليه، وقالت له: يا أبا عبد الله، أنا امرأة أغزل بالليل في السراج، فربما طفئ السراج فأغزل في القمر، فعلي أن أبين غزل القمر من غزل السراج؟، فقال لها: إن كان عندك بينهما فرق، فعليك أن تبيني ذلك، قال: قالت: يا أبا عبد الله أنين المريض شكوى؟، قال: أرجو ألا يكون شكوى، ولكنه اشتكاء إلى الله عز و جل، قال : فودعته وخرجت، قال: فقال الإمام أحمد: يا بني، ما سمعت قط إنسانا يسأل عن مثل هذا، اتبع هذه المرأة فانظر أين تدخل، قال: فتبعتها فإذا هي قد دخلت بيت بشر بن الحارث، وإذا هي أخته، قال فرجعت فقلت له: فقال ابن حنبل: مُحال أن تكون مثل هذه إلا أخت بشر" .

رضي الله عن الجميع نهلوا من المنبع الصافي فحصل لهم الرضا واليقين.

و تكرر الأمر، فكلما أشكل أمر على مخة بنت الحارث إلا و أتت الإمام أحمد تستفسره متوخية الورع، عن عبد الله بن حنبل قال: "جاءت مخة أخت بشر إلى أبي، فقالت: إني امرأة رأس مالي دانقان، أشتري القطن فأغزله وأبيعه بنصف درهم، فأتقوت بدانق من الجمعة إلى الجمعة، فمر ابن طاهر ومعه مشعل، فوقف يكلم أصحاب المالح، فاستغنمت ضوء المشعل، فغزلت طاقات، ثم غاب عني المشعل، فعلمت أن لله فيَ مطالبة، فخلصني خلصك الله، فقال لها: تخرجين الدانقين ثم تبقين بلا رأس مال حتى يعوضك الله خيرا منه. قال عبد الله : قلت لأبي: يا أبت، لو قلت لها لو أخرجت الغزل الذي أدرجت فيه الطاقات، فقال: يا بني سؤالها لا يحتمل هذا التأويل، من هذه؟ قلت: مخة أخت بشر بن الحارث، فقال: من ها هنا أتيت" . أما الأخت الثالثة زبدة فقد روي السلمي من أقوالها الشاهدة بالإيمان:" أثقل شيء على العبد الذنوب، وأخفه عليه التوبة، فما له لا يدفع أثقل شيء بأخف شيء؟"

أنوار سرت من جيل إلى جيل رضي الله عن الجميع، نقتبس من هذه الأنوار لنتربى التربية الكاملة المتكاملة عقلا وقلبا وخُلقا. قلبا قبل كل شيء لتتأهل المومنات بالأنوار المقتبسة المشعة من جيل مؤمن لجيل مؤمن ولينشئن أجيالا مؤمنة يرضعنهم مع لبن الجسم لبن الإيمان.

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق