03:18:20PM

  

ذكاء وفراسة أبناء نزار بن معد

مرسلة بواسطة روح و ريحان يوم الأربعاء 0 التعليقات

 قصة أبناء نزار بن معد بن عدنان وهي قصة تحكي على علم الفراسة وعلى الذكاء الذي يمتاز به العربي من قديم الزمان ..
وتقول القصة : لما حضرت نزار الوفاة دعا أبنائه الآربعة وهم مضر،وربيعة، إنمار، وأياد
فقال القبة الحمراء لمضر، الفرس الاسود والخيمة السوداء لربيعة والجارية الشمطاء لأياد والبدرة والمجلس لأنمار، وإن أستشكل عليكم شئ فأتوا الأفعى الجرهمي ملك نجران يفسر لكم كلامي.
فلما مات نزار ركبوا رواحلهم قاصدين الأفعى الجرهمي تنفيذا لوصية أباهم، فلما كانوا من نجران على مسافة قريبة رأوا أثر بعير، فقال مضر : أنه أعور
وقال ربيعة : أنه أزور(أعرج)
وقال أنمار : أنه لأبتر (مقطوع الذيل)
وقال إياد : أنه شرود
طبعا كانت هذه أوصاف البعير الذي لم يروا إلا أثاره على الأرض، فبينما هم كذلك مر بهم رجل يسألهم عن بعير له فقده 
فقال له مضر: هل هو أعور؟ 
فقال الرجل : نعم،
وقال له ربيعة : هل بعيرك أزور؟
فقال الرجل : أنه كذلك،
فقال له أنمار: هل بعيرك أبتر؟ 
فرد الرجل : نعم
وقال إياد : هل هو شرود ؟ 
فقال الرجل : هذه أوصاف بعيري فأين هو؟ 
فقالوا له : لم نره 
فجن الرجل من جوابهم وقال لهم أنتم تكذبون، سرقتم بعيري ووصفتموه وها أنتم تنكرون ذلك أنني لن أترككم حتى تردوا لي بعيري أو أشكوكم للملك الأفعى الجرهمي، ولم يتركهم الرجل إلا عند الأفعى الجرهمي الذي سمع قصة صاحب البعير والذي بدوره سأل أبناء نزار عن العبير، فأجابوه بأنهم لم يروه . فتعجب منهم وقال : إذاً كيف عرفتم أوصافه ولم تروه
فقال مضر: رأيته يأكل العشب من جهة واحدة فقط فعرفت أنه أعور.
وقال ربيعة:عرفت أنه أزور (أعرج) بأن هناك خف غير واضح على الأرض دون الثلاث الأخريات فعرفت أنه أزور. 
وقال أنما: رأيت بعره متجمعاً في مكان واحد فعرفت أنه أبتر ولو كان له ذيل لمصع به (أي فرق بعره).
وقال إياد: رأيته يترك المكان الوفير بالعشب ويذهب لمكان قليل العشب فعرفت أنه شرود.
فقال الأفعى:صدقتم! وليسوا بأصحابك فالتمس بعيرك.
ثم سألهم الأفعى عن نسبهم فأخبروه، فرحب بهم وحيّاهم، ثم قصوا عليه قصة أبيهم، فقال لهم:كيف تحتاجون إليّ وأنتم على ما أرى؟ قالوا: أمرنا بذلك أبونا، وسألهم عن وصية أبيهم
فقال مضر: جعل لي قبة حمراء.
قال: ان أباك ترك ابلا حمراء وما اشبهها فهي لك، فقيل مضر الحمراء
وقال ربيعة: جعل لي فرسا اسود وخيمة سوداء.
قال: ترك أبوك خيلا دهما وسلاحا فهي لك وما معها من موالي! فقيل ربيعة الفرس،
فقال إياد: جعل لي خادمة شمطاء وما اشبهها! فقيل أنمار الشمطاء.
فقال الأفعى:انه ترك غنما برشاء فهي لك ورعاؤها من الخدم!
وقال أنمار:جعل إليّ بدرة ومجلسه.
فقال: لك ماترك من الرقة، والأرض!
فأمر خادم دار ضيافته أن يحسن ضيافتهم، ويكثر مثواهم، وأمر وصيفا له ان يلتزمهم ويحفظ كلامهم، فأتاهم القهرمان بشهد فأكلوه، فقالوا: ما رأينا شهدا أطيب ولا أعذب منه، 
فقال إياد: صدقتم لولا ان نحله في هامة جبّار! 
ثم جاءهم بشاة مشوية، فأكلوها واستطابوها ، فقال ربيعة : صدقتم لولا انها غذيت بلبن كلبه! 
ثم جاءهم بالشراب فاستحسنوه، قفال مضر: لولا ان كرمته نبتت على قبر! 
ثم قالوا: ما رأينا منزلا أكرم قِرى ولا أخصب رَحْلاً من هذا الملك، 
فقال أنمار: صدقتم لولا انه لغير أبيه.
فذهب الغلام الى الأفعى فأخبره بكل ما سمع مما دار بينهم، فدخل الأفعى على أمه فقال: أقسمت عليك الا أن تخبرينني من أبي؟ 
قالت: أنت الأفعى ابن الملك الأكبر،
 قال حقا لتصدقينني! 
فلما ألح عليها قالت أي بني: إن الأفعى كان شيخا قد أُثقل، فخشيت ان يخرج هذا الأمر عن أهل هذا البيت، وكان عندنا شاب من أبناء الملوك اشتملت عليك منه. 
ثم بعث الى القهرمان فقال: أخبرني عن الشهد الذي قدمته الى هؤلاء النفر ما خطبه؟ 
قال: طلبت من صاحب المزرعة أن يأتيني بأطيب عسل عنده فدار جميع المناحل فلم يجد أطيب من هذا العسل الا أن النحل وضعه في جمجمة في كهف، فوجدته لم يُر مثله قط فقدمته لهم! 
فقال: وما هذه الشاه؟ 
قال: إني بعثت الى الراعي بأن يأتيني باسمن شاة عنده، فبعث بها وسألته عنها 
فقال:انها أول ما ولدت من غنمي فماتت أمها، وأنِست بجراء الكلبة ترضع معهم، فلم أجد في غنمي مثلها فبعثت بها.
ثم بعث الى صاحب الشراب وسأله عن شأن الخمر فقال: هي كرمة غرستها على قبر أبيك، فليس في بلاد العرب مثل شرابها.
فعجب الأفعى من القوم وقال: ماهم الا شياطين! فقال لهم: لم تعودوا في حاجة الي و انما يصبح الناس جميعا في حاجة اليكم

ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

شارك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق